تساءل ماركس في “رأس المال” عن ما هو الشيء
المشترك بين سلعتين مختلفتين تماماً، من حيث الاستخدام
والمواد المستخدمة في إنتاج
كلاً منهما، مثلاً رغيف الخبز والقلم الرصاص، مما يجعل لهما نفس السعر في السوق؟
وكانت إجابة ماركس أن ما تشترك فيه السلعتان هو كمية العمل المبذول في انتاجهما،
بمعنى أن لهما نفس السعر لأن
كمية العمل المبذول في إنتاجهما هي ذات الكمية. مما
بعني أيضا ان سعر أي منتج يعبر عن كمية العمل المبذول في
إنتاجه.
يدعي الاقتصاديين الرأسماليين أن سعر السلع
خاضع لقاعدة العرض والطلب. هذا يدفعنا لتساءل إذا كان العرض
والطلب متساويين تماما
(بمعنى ان كل منتج ينتج له مشتري واحد، ليس هناك منتجات معروضة أكثر او اقل من
الطلب) فكيف يتحدد السعر في هذه الحالة. ستجد من يجيب بانه سعر المنتج يتحدد وفق
اجور العمال و تكلفة الاﻵت
والمباني وسعر المواد الضرورية لانتاج هذا المنتج. ويمكن
توضيح ذلك بالمعادلة التالية
سعر المنتج = أجور العمال مقسومة على عدد المنتجات التي انتجوها + سعر المواد الضرورية لانتاج المنتج + قيمة
إهلاك الآلات
والمباني أثناء إنتاج المنتج.
أخرى أبسط،
وهكذا دواليك إلى أن نتهي إلى سعر مواد خام (موجودة في الطبيعة) وليس للإنسان في
فضل في
إنتاجها، ويقتصر دور الإنسان على إستخراجها. ويتحدد سعر تلك المواد الخام
أيضاً على كمية العمل الضروري
أجتماعياً لاستخراجها حتى تكون قابلة للاستخدام.
إستخراجها.
عدد المنتجات
التي ستنتجها قبل أن تخرج من الخدمة (بسبب تلفها الكامل أو بسبب أنها أصبحت قديمة).
والمهارات
المتوفرة في المجتمع). أما العرض والطلب، الذي يتحدث عنه منظري الرأسمالية
باعتباره المحدد
الرئيسي
لسعر منتج ما، كل ما يستطيع ان يفعله في الواقع هو تذبذب
الأسعار صعودا وهبوطاً حول السعر “الحقيقي” الذي
يتحدد بكمية العمل الضروري
اجتماعياً لإنتاج هذا المنتج.
فكرة أن “العمل هو مصدر القيمة” ليست من اكتشاف ماركس، فقد تحدث عنها من قبل جون لوك، وديفيد ريكاردو،
وأدم سميث، وهم من أهم
منظري الرأسمالية. لكن الاختلاف عند ماركس كانت في الإجابة على التساءل التالي:
إذا كان
العمل هو مصدر القيمة، إذا كان الرأسمالي سيدفع القيمة الفعلية لكل مدخلات
العملية الإنتاجية، فكيف سيتأتى الربح؟
كانت إجابة أدم سميث “أن الرأسمالي يحصل على الربح كعائد مقابل استثماره في الآلات ومباني المصانع، حيث ان
هذه الأشياء تجعل
العمل أكثر إنتاجية، لكن الآلات والمباني، كما ذكرنا، هي أيضا نتاج عمل سابق، لذلك
سماها
ماركس “العمل الميت” مقابل العمل الحالي الذي سماه “العمل الحي”. لهذا يمكن
الرد على حجة أن الربح كعائد
الاستثمار في الاﻵت والمباني بأنه لماذا إذاً يستحوذ
الرأسمالي على الربح بينما من انتجوا تلك الاﻵت والمباني من
كدهم لا يحصلون إلا
على أجور زهيدة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق