بحث هذه المدونة الإلكترونية

الثلاثاء، 9 ديسمبر 2014

أدب المهجر


خصائصه والعوامل المؤثرة فيه

يقول الكثير من المؤرخين إن الولادة الحقيقية لشعر المهجر تعود الى أواخر القرن التاسع عشر حيث تعتبر الاندلس .. "أسبانيا حالياً" الحاضنة الحقيقية للجماعات القادمة من البلاد العربية كلبنان وسوريا بعضها هرباً من ظلم الاتراك وبعضها بحثاً عن الرزق وبين الجماعات المهاجرة كانت هناك طائفة من الشبان ترفرف بين جوانحهم قلوب تملؤها الحرية وفي رؤوسهم آفاق رحاب من الفكر النير والخيال الخصب أولئك كانوا من الرعيل المثقف الواعي الذي عز عليه أن يعيش أسيراً للظلم والعوز فأنطلقوا باحثين عن الحرية والاكتفاء .

فئات شعر المهجر :

ينقسم معشر شعراء المهجر الى فئتين الاولى المهجر الشمالي أي "الولايات المتحدة الاميركية" امريكا الشمالية أما الفئة الثانية فكانت في امريكا الجنوبية والمعروف أن الشمال أغنى من الجنوب الفقير الذي يدخل في صلبه شعراؤنا المتواجدون في البرازيل وبلدان أمريكا الجنوبية فلكل من هاتين الفئتين خصائص ومميزات منها الأصيل ومنها المكتسب والتي تتفق تارة مع خصائص الاخرى ومميزاتها وقد تختلف أحياناً أخرى فقد ظهرت الفئتان في وقت واحد وفترة متقاربة جداً تبدأ منذ أوائل القرن العشرين تحديداً مع بداية الحرب العالمية الاولى 1914م- 1918م حيث أسهمت كلتا " الفئتين" في تكوين في تكوين ما عرف بالمدرسة المهجرية الادبية التي تركت كل منها أثرها على الأخرى .

إن فئة المهجر الشمالي على قلة عددهم كانت أبعد أثراً من فئة الجنوب وعلى الرغم من أن الذين ظهروا في الحقل الادبي هم مهاجرو الجنوب الذين ذاع صيتهم وأعمالهم في العالم العربي إلاّ أنهم كانوا لا يتجاوزن عدد الاصابع حتى فئة الشمال فقد تفوق منهم قلة ومن ذاع صيتهم أيضاً قلة إلاّ أنهم أيضاً اثروا الأدب العربي بالعناصر والأوزان الجديدة التي تجلت مع منتصف الخمسينات من القرن الماضي.

رواد شعر المهجر :

هناك العديد ممن يشار إليهم بالبنان على أنهم أصحاب الفضل في إنارة الأدب العربي منهم الشعراء جبران خليل جبران وميخائيل نعيمة وكذا إيليا أبو ماضي ونسيب عريضة ورشيد أيوب وعبدالمسيح حداد وندرة حداد ووليم كاتسفليس والريحاني وأمين مشرق ومسعود سماحة ونعمة الحاج فالثمانية المتواجدون في السطور الاولى هم من أعضاء " الرابطة القلمية" التي أنشئت في نيويورك عام 1920م برئاسة جبران خليل جبران وسكرتيره ميخائيل نعيمة فأعضاء الرابطة القلمية سرعان ما أنتشرت أعمالهم في المهجر والوطن وأقبل المثقفون في العالمين القديم والجديد " العربي والامريكي" على إشباع ذروة عطشهم من القصة والنثر والشعر لما رأوا فيه من حيوية وأساليب غاية في الجمال .

إستطاع أدباء المهجر الشمالي أن يبدعوا في أكثر من ميدان عنوانه الأدب حيث أغرموا بالأدب العربي وجعلوه مملوءاً بأساليب فنية وشقوا طرقاً وفنوناً جديدة حتى لتعد مؤلفات بعضهم أحداثاً لها قيمتها الكبرى في حياة النهضة الادبية في الشرق العربي .

فمن أبرز الأعمال التي ما زالت حية حتى يومنا هذا قصيدة ..المواكب "لجبران" و"الجداول" و " الخمائل" لإيليا أبو ماضي مع عدد من قصائد الجزء الثاني من ديوانه و " الأرواح الحائرة" لنسيب عريضة و" همس الجفون" لميخائيل نعيمة.

النسوة في أدب المهجر :

نظر الأدب المهجري الى المرأة على أنها عنصر روائي مهم وشعري لا يشق له غبار وقصصي أنحنت له الأقلام فهناك مجموعة من النساء اللواتي أسهمت لكن ليس بمستوى جبران ونعيمة والآخرين فمن أديبات المهجر اللواتي حظين بالشهرة عبر صحافة المهجر السيدة سلمى صائغ مؤلفة كتاب "ذكريات وصور" وأيضاً السيدة ماري عطا الله ومريانا دعبول فاخوري رئيسة تحرير مجلة " المراحل" والتي تصور في مدينة سان باولو وأنجال عون شليطا الاديبة والفنانة التي كانت تحب النثر والكتابة وتسهم في الخدمة الاجتماعية أيضاً سلوى أطلس رئيسة تحرير مجلة "الكرامة" التي عاشت أكثر من ربع قرن حيث ولدت سلوى في حمص بسوريا وهاجرت الى البرازيل عام 1913م حيث توفيت هناك.

خصائص ومميزات أدب المهجر :

ما يميز أدب المهجر عن باقي دواوين الأدب العربي الوفرة الكبيرة في العناصر القوية حيث كان الأدب العربي قبلها في عصر الانحطاط لا يزال يزحف كالسلحفاة ينوء بما يجرجره من ركام الألفاظ والأساليب القديمة البالية التي تكبله وتثقله فتعوق مسيرته وتقيد حركته.

من هنا نستطيع القول إن ما تميزت به مدرسة المهجر الأدبية تسع مزايا هي :

-
التحرر التام من قيود القديم.

-
الأسلوب الفني والطابع الشخصي المتميز.

-
والسبع البقية : هي جوهر العمل الأدبي .

-
الحنين الى الوطن.

-
التأمل.

-
النزعةالإنسانية.

-
عمق الشعور بالطبيعة .

-
براعة الوصف والتصوير .

-
الغنائية الرقيقة في الشعر .