بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأحد، 19 أكتوبر 2014

تعريف سورة الجاثية



سورة الجاثية هي لأحد أجزاء القرآن الكريم، هذه السورة المكية تصور جانباً من استقبال المشركين للدعوة الإسلامية وطريقتهم في مواجهة ححجها وآياتها ، وتعنتهم في مواجهة حقائقها وقضاياها واتباعهم للهوى اتباعاً كاملاً في غير ما تحرج من حق واضح أو برهان ذي سلطان . كذلك يصور كيف كان القرآن يعالج قلوبهم الجامحة الشاردة مع الهوى . وهو يواجهها بآيات الله القاطعة العميقة التأثير والدلالة ، ويذكرهم عذابه . ويصور لهم ثوابه ، ويقرر لهم سننه ، ويعرفهم بنواميسه الماضية في هذا الوجود .
ومن خلال آيات السورة نرى فريقاً من الناس مصراً على الضلالة ، مكابراً في الحق شديد العناد ترسمه الآيات وتواجهه بما يستحقه من التهديد بعذاب الله الأليم العظيم : ( ويل لكل آفاك أثيم ، يسمع آيات الله تتلى عليه ، ثم يصر مستكبراً كأن لم يسمعها ، فبشره بعذاب أليم ) .
وترى جماعة من الناس ، ربما كانوا من أهل الكتاب سيئي التقدير ، لايقيمون وزناً لحقيقة الإيمان الخالصة ولايحسون بفارق بينهم وهم يعملون السيئات وبين المؤمنين الذين يعملون الصالحات والقرآن يشعرهم بأن هناك فارقاً في ميزان الله بين الفريقين ويصور سوء حكمهم وسوء تصورهم للأمور : (أم حسب الذين اجترحوا السيئات أن نجعلهم كالذين آمنوا وعملوا الصالحات ، سواء محياهم ومماتهم ؟ ساء ما يحكمون ) .
ونرى فريقاً من الناس لا يعرف حكماً يرجع إليه إلا هواه ، فهو إلهه الذي يتعبده ، ونرى فريقاً من الناس مصوراً تصويراً فذاً في هذه الآية ، وهو يعجب من أمره ويشهر بغفلته وعماه (أفرأيت من اتخذ إلهه هواه وأضله الله على علم وختم على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشاوة فمن يهديه من بعد الله أفلا تذكرون).
وترى فريقاً من الناس ينكر أمر الآخرة ، ويشك في قضية البعث والحساب ، ويتعنت في الإنكار وفي طلب البرهان بما لاسبيل إليه في هذه الأرض . والقرآن يوجه هذا الفريق إلى الدلائل الفائمة الحاضرة على صدق هذه القضية ، وهم عنها معرضون : ( قالوا ائتوا بآبائنا إن كنتم صادقين ، قل : الله ييحيكم ثم يميتكم ثم يجمعكم إلى يوم القيامة لا ريب فيه . ولكم أكثر الناس لا يعلمون ) .
وقد واجهه القرآن هؤلاء الناس بصفاتهم تلك وتصرفاتهم وتحدث عنهم في هذه السورة ...كذلك واجههم بآيات الله في الآفاق وفي أنفسهم ، وحذرهم حساب يوم القيامة وبصرهم بما جرى لمن قبلهم ممن انحرفوا عن دين الله القويم .
واجههم بآيات الله في أسلوب بسيط مؤثر عميق :( إن في السماوات والأرض لآيات للمؤمنين ، وفي خلقكم وما يبث يبث من دابة آيات لقوم يوقنون ، واختلاف الليل والنهار وما أنزل الله من السماء من رزق فأحيا به الأرض بعد موتها . وتصريف الرياح آيات لقوم يعقلون . تلك آيات الله نتلوها عليك بالحق ، فبأي حديث بعد الله يؤمنون ؟ )
وواجههم مرة أخرى في صورة نعم من أنعم الله عليهم يغفلون عن تذكرها وتدبرها : ( الله سخر لكم البحر لتجري الفلك بأمره ولتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون . وسخر لكم مافي السماوات ومافي الأرض جميعاً منه . إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون )
كذلك يواجههم بحالهم يوم القيامه الذي ينكرونه : (يوم تقوم الساعة يومئذ يخسر المبطلون )
كذلك لم يدع أي شك في عدالة الجزاء وفردية التبعية ، فبين أن هذا الأصل في تكوين الوجود كله ، وعليه يقوم هذا الوجود : ( من عمل صالحاً فلنفسه ومن أساء فعليها ، ثم إلى ربكم ترجعون )
ويرد على من يحسبون وهم يجترحون السيئات أنهم عند الله كالمؤمنين الذين يعملون الصالحات : ( وخلق الله السماوات والأرض بالحق ، ولتجزى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون )
والسورة كلها وحدة في موضوعها ، وتبدأ بالاحرف  : ( حا . ميم ) إشارة إلى القرآن الكريم . ويسير سياق السورة في عرض موضوعها في يسر وإيضاح هادئ . وبيان دقيق عميق ، يأخد القلوب تارة باللمس الناعم الرقيق ، وتارة بالقرع والطرق ، وتارة بالبيان الهادئ الرقيق حسب تنوع حالاتها ومواقفها . وهو اللطيف الخبير وهو العزيز الحكيم

آصرة العقيدة أوثق من آصرة القرابة




{قد كانت لكم أُسوةٌ حسنةٌ في إِبراهيم والذين معه إذْ قالوا لقومهم إِنَّا بُرَءاء منكم وممَّا تعبدون من دونِ الله كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبداً حتى تؤمنوا بالله وحده إلا قول إبراهيم لأبيه لأستغفرنَّ لك وما أملِكُ لك من الله من شيءٍ ربنا عليك توكلنا وإِليك أنبنا وإِليك المصير(4) }
سورة الممتحنة الاية:4

    التوثيق :  سورة الممتحنة مدنية عدد آياتها 13آية تقع في المصحف الشريف بين سورتي الحشر والصف ترتيبها 60 مطلعها : بسم الله الرحمن الرحيم ياأيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء تلقون إليهم بالمودة .

 – المضامين :
1)      تبين الآية الكريمة وصايا لقمان لإبنه بطاعة الوالدين واحترامهما وعدم طاعتهما في معصية الخالق .
2)      تبرؤ سيدنا ابراهيم ومن معه من قومه حينما أصروا على الشرك .
الخلاصة :
آصرة العقيدة أصرة دينية تعرف العبد بربه وبأخيه في كل زمان ومكان وتمد به إلى اختبار العقيدة الصحيحة لقوله تعالى "ومن يبتغ غير الاسلام دينا فلن يقبل منه" .
أما آصرة القرابة فهي آصرة النسب والمصاهرة التي تجمع الناس فيكونون أمة واحدة .
وإذا تعارضت آصرة العقيدة مع آصرة القرابة وجب تقديم آصرة العقيدة ولنا في القرآن الكريم خير مثال على ذلك :



تعارض رابطة الأبوة مع العقيدة                                           رابطة البنوة مع آصره العقيدة
   (قصة ابراهيم مع أبيه)                                                         (قصة نوح مع إبنه)





تعارض آصرة الزوجية مع أصرة العقيدة                                تعارض آصرة الأمومة مع العقيدة  
   (قصة لوط مع نوح  مع زوجهما)                              (قصة سعد بن أبي وقاص مع أمه)




نماذج من حياة الأنبياء والمرسلين عليهم السلام

حِكْمَة نبيِّ الله سليمان عليه السلام في القضاء:
عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((بينما امرأتان معهما ابنان لهما، جاء الذئب فأخذ أحد الابنين، فتحاكمتا إلى داود، فقضى به للكبرى، فخرجتا فدعاهما سليمان، فقال: هاتوا السِّكين أشقُّه بينهما. فقالت الصُّغرى: يرحمك الله، هو ابنها، لا تشقَّه، فقضى به للصُّغرى)) http://www.dorar.net/images/tip.gif.
قال ابن الجوزي: (أما داود عليه السلام فرأى استواءهما في اليد فقدم الكبرى لأجل السن، وأما سليمان عليه السلام فرأى الأمر محتملًا، فاستنبط فأحسن، فكان أَحَدَّ فطنة من داود، وكلاهما حكم بالاجتهاد، لأنه لو كان داود حكم بالنص لم يسع سليمان أن يحكم بخلافه، ولو كان ما حكم به نصًّا لم يخف على داود.
وهذا الحديث يدل على أن الفطنة والفهم موهبة لا بمقدار السن)


آصرة العقيدة :
هي رابطة دينية تعرف الإنسان بربه و توثق الصلات بين المسلمين ، و تربط بين الناس في كل زمان و مكان ، و تعتبر من أوثق العلاقات بين البشر و هي تدعو للتضحية في سبيل نصرة دين الله بالنفس و المال .

آصرة القرابة :
القرابة في آصرة النسب أو المصاهرة و هي رابطة تجمع الناس و توحدهم و تساعدهم على تكوين أمة واحدة . إلا أن هذه الرابطة الدنيوية تنتهي بانتهاء الدنيا .

آصرة العقيدة أوثق من آصرة القرابة :
إذا تعارضت آصرة العقيدة مع آصرة القرابة ، وجب تغليب رابط الدين و الإيمان قال تعالى : "وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما" .ذ




تلخيص كتاب الأصول الثلاثة



(الأصل الأول) فإذا قيلَ لكَ: مَنْ رَبُّكَ؟ فقلْ ربيَّ الذي ربّاني بنعمِتهِ، وخلقني من عدم إلى وجود، والدليلُ قوله تعالى ﴿ إِنَّ اللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ[آل عمران:51].
وإذَا قيلَ لكَ بأي شيءٍ عرفْتَ ربَّك؟ فقُل عرفته بآياتِه ومخلوقاتِه؛  فأما الدليلُ على آياته فقولُه تعالى ﴿وَمِنْ آيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ لَا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلَا لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ[فصلت:37]، ودليل مخلوقاته قولُهُ تعالى ﴿إِنَّ رَبَّكُمْ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ[الأعراف:54].
وإذا قيل لك: لأي شيء خلقك الله؟ فقل: لعبادته وطاعته واتباع أمره واجتناب نهيه. ودليل العبادة قوله تعالى ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ(56)مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ(57)إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ[الذاريات:56-58]، ودليل الطاعة قوله تعالى ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ[النساء:59]، يعني كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم.
وإذا قيل لك: أي شيء أمرك الله به ونهاك عنه؟ فقل: أمرني بالتوحيد ونهاني عن الشرك. ودليل الأمر قوله تعالى ﴿إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنْ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ[النحل:90]، ودليل النهي عن الشرك قوله تعالى ﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ[النساء:48، 116]، ﴿ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ[المائدة:72].
(الأصل الثاني) إذا قيل لك: ما دينك؟ فقل: ديني الإسلام وهو الاستسلام والإذعان والانقياد إلى الله تعالى. والدليل قوله تعالى ﴿ إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ[آل عمران:19]، ﴿وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنْ الْخَاسِرِينَ[آل عمران:85]، وهو مبني على خمسة أركان: أولها شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج البيت من استطاع إليه سبيلا.
فأما دليل الشهادة فقوله تعالى ﴿ شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُوْلُوا الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ[آل عمران:18].
ودليل أن محمدا رسول الله قوله تعالى ﴿ مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ[الأحزاب:40].
ودليل الصلاة قوله تعالى ﴿ إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا[النساء:103].
ودليل الزكاة قوله تعالى ﴿خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ[التوبة:103].
ودليل الصوم قوله تعالى ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمْ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ[البقرة:183
وإذا قيل لك الصيام شهر؟ فقل نعم، والدليل قوله تعالى ﴿شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنْ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمْ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ[البقرة:185]الآية.
وإذا قيل لك الصيام في الليل أو في النهار؟ فقل في النهار والدليل قوله تعالى ﴿وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمْ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنْ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنْ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ[البقرة:187].
ودليل الحج قوله تعالى ﴿ وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنْ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنْ الْعَالَمِينَ[آل عمران:97].
وإذا قيل لك: وما الإيمان؟ فقل: أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشره من الله تعالى. والدليل قوله تعالى ﴿آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ[البقرة:285].
ودليل القدر قوله تعالى ﴿إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ[القمر:49].




وإذا قيل لك: ما الإحسان؟ فقل: أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك. والدليل وقوله تعالى ﴿ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ[النحل:128].
وإذا قيل لك: منكر البعث كافر؟ فقل: نعم والدليل قوله تعالى ﴿زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ لَنْ يُبْعَثُوا قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ ثُمَّ لَتُنَبَّؤُنَّ بِمَا عَمِلْتُمْ وَذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ[التغابن:7].
(الأصل الثالث) إذا قيل لك: من نبيك؟ فقل: محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم، وهاشم من قريش، وقريش من كنانة وكنانة من العرب، والعرب من ذرية إسماعيل، وإسماعيل من إبراهيم الخليل، وإبراهيم من نوح، ونوح من آدم، وآدم من تراب. والدليل قوله تعالى ﴿ إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ[آل عمران:59].
إذا قيل لك: من أول الرسل فقل أولهم نوح، وآخرهم محمد صلى الله عليه وسلم والدليل قوله تعالى ﴿ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ[النساء:163].
وإذا قيل لك: بينهم رسل؟ فقل: نعم، والدليل قوله تعالى ﴿وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنْ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ[النحل:36].
وإذا قيل لك: محمد بشر؟ فقل نعم، والدليل قوله تعالى ﴿ قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا[الكهف:110].
وإذا قيل لك: محمد عبد؟ فقل: نعم، والدليل قوله تعالى ﴿سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنْ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ[الإسراء:1].
وإذا قيل لك: كم عمره؟ فقل: ثلاث وستون سنة، [أربعون منها نبي] وثلاث وعشرون نبي ورسول، نبئ بإقرأ وأرسل بالمدثر، وخرج على الناس فقال: «يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعا» فكذبوه وآذوه وطردوه وقالوا ساحر كذاب، فأنزل الله عليه ﴿وَإِنْ كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ[البقرة:23]، بلده مكة وولد فيها، وهاجر إلى المدينة وبها توفي، ودفن جسمه وبقي علمه، نبي لا يعبد، ورسول لا يكذب، بل يطاع ويتبع. صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين.