بحث هذه المدونة الإلكترونية

الاثنين، 20 أكتوبر 2014

رواية "المباءة " الجزء الأول

المؤلفات: رواية "المباءة " الجزء الأول
لكاتبها محمد عز الدين التازي
-1 عتبة المؤلف:
يعتبر محمد عزالدين التازي من رواد رواية الطليعة في أدبنا المغربي المعاصر، وذلك
بمجموعاته القصصية ورواياته التجريبية منذ فترة السبعينيات إلى يومنا هذا.
ولد الكاتب بمدينة فاس سنة 8491 م، درس الابتدائي في المدرسة الأميرية ، إحدى مدارس
الحركة الوطنية، والتحق بثانوية القرويين، فدرس الأدب القديم وعلوم اللغة،ودرس أيضا
الثقافة الغربية وترجمات الأدب العالمي. نشر أول قصة قصيرة وبعض المقالات
سنة 8411 م، وهو تلميذ بالثانوي. وتابع دراساته الجامعية بكلية الآداب بفاس، واستكمل
فيها دراساته الأدبية الجامعية حتى حصل على درجة الدكتوراه في السرديات. وقد مارس
التدريس بالتعليم الثانوي و كلف بتأطير الطلبة الأساتذة بالمدرسة العليا للأساتذة بتطوان.
وكان عضوا فعالا في اتحاد كتاب المغرب واتحاد الكتاب العرب بدمشق والمكتب التنفيذي
لرابطة أدباء المغرب، وهيئة تحرير مجلة دفاتر الشمال، وهيئة تحرير سلسلة إبداعات
شراع.
وقد كتب الرواية والقصة القصيرة والنقد الأدبي والمسرحية، كما كتب للأطفال. وقد
ترجمت بعض أعماله إلى الفرنسية والإسبانية والهولندية والفلامانية والإنجليزية، وحاز
على جائزة المغرب للكتاب سنة 8441 م ، بعد أن حاز على جائزة فاس للثقافة والإعلام
سنة 8441 م.
وتتمثل إصداراته في مايلي:
الإصدارات طبيعتها حيثيات النشر
أوصال الشجر المقطوعة مجموعة قصصية دار النشر المغربية، الدار البيضاء، 8411
النداء بالأسماء مجموعة قصصية دار الآفاق الجديدة، بيروت، لبنان، 8418 م
منزل اليمام مجموعة قصصية Print diffusion سلا 8441
يتعرى القلب مجموعة قصصية سلسلة شراع 8441
الشبابيك مجموعة قصصية دار البوكيلي للطباعة القنيطرة، 1008
أبراج المدينة رواية اتحاد كتاب المغرب بتعاون مع اتحاد الأدباء في العراق، دار آفاق
عربية، 8411
. رحيل البحر رواية المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيروت 8411
المباءة رواية أفريقيا الشرق، الدار البيضاء، 8411
فوق القبور- تحت القمر رواية عيون، البيضاء، 8414
أيها الرائي رواية دار الأمان، الرباط، 8440
أيام الرماد رواية اتحاد كتاب العرب، دمشق 8449
Lycée Net www.lyceenet.blogspot.com
مغارات رواية مطبعة الساحل، الرباط، 8449
مهاوي الحلم رواية مطبعة البوكيلي بالقنيطرة
ضحكة زرقاء رواية روايات الزمن، العدد 1، منشورات الزمن، 1000
8441، المحاء مسرحية فضاءات مغربية، عدد 8
8441 ،1- الغريب في الميناء مسرحية مواسم، العدد 1
الكتابة الروائية في رفقة السلاح والقمر دراسة أدبية ونقدية دار النشر المغربية، البيضاء،
8419
السرد في روايات محمد زفزاف دراسة أدبية ونقدية دار النشر المغربية، البيضاء، 8411
الكاتب الخفي والكتابة المقنعة دراسة أدبية ونقدية سلسلة شراع 8441
ومن سمات أعمال محمد عزالدين التازي التجديد والانزياح وتكسير السرد التقليدي المألوف
كما هو الشأن في مجموعاته القصصية: أوصال الشجر المقطوعة) 8411 (، والنداء
بالأسماء) 8411 (، ويتعرى القلب) 8411 (، ورواياته مثل: أبراج المدينة) 8411 (، ورحيل
البحر) 8411 (، والمباءة) 8411 (، وأيها الرائي) 8440 (، ومغارات) 8449 (، علاوة على
كتابات مسرحية تجريبية أخرى مثل: مسرحيته) المحاء( التي خص بها العدد الأول من
مجلة فضاءات مغربية. 8
-2 عتبة العنوان:
إن رواية "المباءة" 1 لرواية فضاء موبوء بامتياز تذكرنا برواية الطاعون LA PESTE لألبير كامو ALBERT CAMUS الكاتب الفرنسي المولود بالجزائر، أو
برواية المسخ METAMORPHOSES لكافكا KAFKA على مستوى التفاعل النصي
والاشتقاق التناصي والحوار الروائي.
إن المباءة في اللغة اسم مكان على صيغة مفعل أو مفعلة. وهي عبارة عن المنزل بصفة
عامة؛ لأن الإنسان أو غيره يتبوأ فيه مكانا يلوذ به ويحميه، وقد أنذر الرسول) صلعم( من
يروي الأحاديث المزيفة والمختلقة وينسبها إلى شخصيته الكريمة، فقال:" فليتبوأ مقعده
النار". وهذا دليل على أن المباءة دالة على المكان أو المجلس أو المقعد. ومباءة الرواية هي
فاس التي أصابها تحول غير وجوده ساكنتها من رجال ونساء وأطفال وصبايا. إنه طاعون
المرض الذي شوه خلقة أهالي فاس وشوه جمالهم الذي كان يتغنى به أصحاب الملحون"
الزين الفاسي":" المباءة.
فاس المباءة.
متى تغلق علينا هذه الأبواب وننتظر موتنا على طريقة مدن الجذام؟ المباءة لم تغلق أبوابها
. علينا بعد، وعلينا أن ننتظر" 1
وقد تطبعت مدينة فاس الموبوءة بالتحول الغريب والتغير الفانطاستيكي القائم على المسخ
والتشويه العجائبي، وقد عبر السارد على المسخ والتشويه بطريقة شعرية قائمة على
التكرار والطباق والتقابل والتضاد والالتفات الزمني والتغير الإيقاعي في السرد: "والمدينة
اليوم تتغير.
تغيرت وجوه سكانها.
الشيوخ والشبان والصغار، النساء والصبايا، كلهم صارت وجوههم ذات تجاعيد حلزونية،
مع انتفاخ باد. بقع ليست كالبرص ولكنها تشبه قشور صدف المحار. حلزون أو محار.؟
Lycée Net www.lyceenet.blogspot.com
تحلزت الوجوه وغطتها طبقة من قشور منطفئة كأنها نبت القواد في جناح عصفور. الوجوه
وحدها، وربما الأجساد تستر تحولها الجلدي تحت الثياب ولا يريدون أن يقولوا الجلد كله
تغير. بدأ الداء الغريب ينتشر، وسموه مرض فاس أو مرض الفاسيين، وكان أول مالاحظه
الناس هو اختفاء الضحكة وممازحات الباعة في الأسواق، ودلال الصبايا، ولعب الكرة في
الأزقة الضيقة، وازدحام الطرقات. لاشيء من هذا. لم يعد من أحد قادر على الابتسام.
والثرثارات ولعب الضامة والكارطة لم يعد لها من وقت أو خاطر. ثم بدأت المدينة تظهر
. بوجهها الغريب" 9
وتدل عناوين الرواية الخارجية منها والداخلية على المكون الفضائي المغلق الذي يتسم
بالموت والتقزز والعبثية والخوف والرعب والدرامية والتوتر والبعد الجنائزي والعذاب
الإنساني وخطورة الداء. إنه يشبه فضاء العتبة الذي تحدث عنه ميخائيل باختين في شعرية
الكاتب الروائي الروسي دويستفسكي ولاسيما في روايته المشهورة" الجريمة والعقاب".
وينبني المكون الفضائي على ثلاثة مرتكزات أساسية وهي:
فضاء المباءة الذي يحيل على الداء؛
فضاء السجن الذي يمثل العذاب؛
فضاء الضريح الذي يشير إلى الموت.
ويتبين لنا من خلال كل هذا، أن الرواية تشتغل على الفضاء تأزيما وتحريكا للأحداث عبر
مسار البرامج السردية على المستويين: السطحي والعميق.

هناك 4 تعليقات: